نحو فضاء للتواصل والعمل المشترك

نحو فضاء للتواصل والعمل المشترك

 إنّ الاستقطاب الحاد في سياقات الانتقال السياسي الهشة غالبًا ما يؤدي إلى حالة الفوضى، ممّا يمهّد الطريق لعودة أنظمة الاستبداد أو للاحتراب الداخلي. التقى أكثر من أربعين مشاركًا من الخبراء والفاعليين السياسيين من شمال أفريقيا، وغرب آسيا، ومنطقة الساحل، ينتمون إلى التيارين العَلماني والإسلامي، وناقشوا قضايا متعلقة ببناء الثقة وإرساء إطار للتعاون بين فاعليين ذوي منطلقات فكرية ورؤى كونية مختلفة.

إنّ الاستقطاب الحاد في سياقات الانتقال السياسي الهشة غالبًا ما يؤدي إلى حالة الفوضى، ممّا يمهّد الطريق لعودة أنظمة الاستبداد أو للاحتراب الداخلي. التقى أكثر من أربعين مشاركًا من الخبراء والفاعليين السياسيين من شمال أفريقيا، وغرب آسيا، ومنطقة الساحل، ينتمون إلى التيارين العَلماني والإسلامي، وناقشوا قضايا متعلقة ببناء الثقة وإرساء إطار للتعاون بين فاعليين ذوي منطلقات فكرية ورؤى كونية مختلفة.

وتمّ التركيز على أهمية إنتاج ثقافة سياسية جديدة مشتركة تستند إلى قِيم الحرية والعدل والكرامة والتنوع والقبول بالآخر وعدم الإقصاء والمواطنة ونبذ العنف، من خلال بناء تحالفات عابرة للأيديولوجيات تسهم في إنجاح الانتقال السياسي السلمي في المنطقة.

اتفق المشاركون على أن التخفيف من الاستقطاب بين الإسلاميين والعَلمانيين ينبغي أن يتجاوز الجدل الفلسفي ويركّز على ضرورة العمل المشترك لفائدة الصالح العام ومن أجل تقوية المجتمع وبناء الدولة، ويتوافق هذا الإطار مع “فضاء مشترك” لا يقتضي تنازل أيّ طرف عن مرجعيته الفكرية أو خيانته لقضيته. فهذا الإطار للعمل المشترك والجهد الجماعي لخدمة المجتمع يمكن تأصيله انطلاقًا من المرجعيات الدينية والأيديولوجية لجميع الأطراف.

يمكن لجماعات ذات قواعد مختلفة في إطار أنظمتها القيمية ورؤاها الكونية أن تختار الانخراط في عمل مشترك مع جماعات أخرى مختلفة، ولكل منها أسبابها الخاصة. وبهذه الكيفية، يمكن لمختلف الجماعات أن تعيش معًا في فضاء مشترك، وتجد كل واحدة التبرير والحافز للقيام بذلك من منظور نظام قواعدها ومبادئها التوجيهية الخاصة بها. ويطلق الفيلسوف الأمريكي جون رولز على عملية الانخراط المشترك من مختلف الجماعات للتفاعل ضمن نفس الفضاء مصطلح ‘التوافقات المتداخلة’.

ويفسح الإسلام مجالًا واسعًا لإمكانيات العمل المشترك من أجل مصلحة المجتمع. فالقواعد الدينية في مجال سياسة أمور المدينة / الدولة تشكّل إطارًا يوفّر التوجيه ويسمح بالإبداع. إنّ صحيفة المدينة دليل عملي، من منظور إسلامي، عن إمكانية التعايش والتفاعل الإيجابي في مجتمع متعدّد الانتماءات القبلية والدينية. وقد نجحت هذه الصحيفة، التي سُمّيت بالوثيقة الدستورية الأولى في تاريخ البشرية، في القيام بذلك بإدخال مفهوم جديد للانتماء الاجتماعي مكوّن من ثلاث طبقات مختلفة: القبيلة المعترف بها كواقع اجتماعي، والانتماء الاجتماعي للدين الذي ينطوي على منظومة من القِيم المشتركة، والانتماء إلى المدينة.

إن ‘فضاء التواصل والعمل المشترك’، المعرّف بهذه الطريقة، لا يُنظر إليه من طرف المشاركين كشأن متّصل بالضرورات الظرفية والمصالح الحزبية الضيقة والمناورات السياسية، بل كآلية مستديمة تبدأ في مرحلة الانتقال السياسي وتستمرّ طيلة مرحلة تشييد دولة القانون والحكم الراشد. أوصى المشاركون بأن ينصبّ مجهود العمل المشترك على الرهانات الكبرى التي تواجهها شعوب المنطقة فيما يخص المشاركة المواطنية والانخراط المجتمعي للشباب، والتعليم، وكذا بناء ثقافات سياسية جديدة.

المشاركون

  • أبو يعرب المرزوقي، تونس
  • أحمد أرحموش، المغرب
  • احميدة النيفر، تونس
  • اسلام الغمري، مصر
  • آمال قرامي، تونس
  • آمال موسى بلحاج، تونس
  • امية الصديق، تونس
  • جاهد طوز، تركيا
  • جعفر الشايب، السعودية
  • حامد ادريس، المغرب
  • حسام حافظ، سوريا
  • حكيم صاحب، الجزائر
  • خديجة رياضي، المغرب
  • ربيع حداد، لبنان
  • رضا جوادي، تونس
  • رياض الشعيبي، تونس
  • زياد خياطة، سوريا
  • سامي الساعدي، ليبيا
  • سعد الدين العثماني، المغرب
  • سعد وفائي، سوريا
  • سمية بنخلدون، المغرب
  • سيلفان اوديي، سويسرا
  • صلاح الدين الجورشي، تونس
  • طارق الزمر، مصر
  • عبد الرؤوف العيادي، تونس
  • عبد العلي حامي الدين، المغرب
  • عبد الفتاح محمد ، قطر
  • عبد الفتاح مورو، تونس
  • عطية عدلان، مصر
  • مجاهد مخللاتي، سوريا
  • محمد الأحمري، قطر
  • محمد حمداوي، المغرب
  • محمد خوجه، تونس
  • محمد زاهد جول، تركيا
  • محمد عب الوهاب رفيقي، المغرب
  • مرسيل شحوارة، سوريا
  • مريم بن سالم، تونس
  • معاذ الخطيب، سوريا
  • المعطي منجب، المغرب
  • معن كوسا، سوريا
  • موسى باه، مالي
  • نبيلة منيب، المغرب
  • نور الدين الخادمي، تونس
  • هشام برغش، مصر
  • يوسف الشويري، لبنان

Share this post