الدبلوماسية النبوية في صلح الحُديبية رؤية تأصيلية تطبيقية
تأليف أ.عباس شريفة | أبريل 2025
مقدّمة
تعتبر السيرة النبوية مادة ثرية لاستيعاب عمق الدبلوماسية النبوية في إدارة المصالح الدقيقة وصناعة القرار السياسي الصائب وإنجاز المفاوضات السياسية باحترافية واقتدار، في الوقت الذي بدا فيه بعض الباحثين يوازن السياسة الشرعية من خلال المحددات العقدية والفقهية التي تقسم المجتمعات الإنسانية إلى كافر ومسلم كطرفي صراع أبدي أزلي، وتحاول تنزيل الأحكام الواردة في كتب السياسة الشرعية التي جاءت في سياق زمني مختلف على كل زمان ومكان، وكأنه أحكام تتسم بالثبات والديمومة، دون إدراك لتفاعل النص مع الوقع المتبدل. في السيرة النبوية نلحظ كيف كان التمييز الواضح في التحالفات بين التحالف السياسي حتى مع غير المسلمين وعـدم الاعتراف بانتساب البعض لدولة المسلمين لمجرد الإعلان عن الدخول في الإسلام، بدون أن يتبع ذلك بيعة سياسية واضحة تحدد العلاقة السياسية بين الأطـراف وبين العقد الإيماني الذي يدخل المنتسبين للإسلام في دائرة الملة، لكن دون أن يترتب على ذلك أي أثر سياسي. في هذه الورقة اعتمدنا على عدد من المقدمات الأصولية لفهم ماهية الفعل الـنـبـوي، وتحديد موضع الاستشهاد والاستنباط من مادة السيرة النبوية في موضوع مهم من حوادث السيرة النبوية، وهو حادثة «صلح الحديبية» وما سابقها من إدارة حكيمة للمفاوضات، ثم ما لحقها من ملابسات في تنفيذ بنودها ونقض شروطها من قبل قريش، وانتهائها إلى فتح مكة والتي عالجها القرآن الكريم في سورة كاملة هي سورة الفتح.
قراءة و تصفّح الدراسة | PDF
الدراسة بالإنجليزية English Edition