قراءة للازمة في اليمن

قراءة للازمة في اليمن

بقلم: أبوبكر السعيد

عندما قامت ما عرف بثورات الربيع العربي لم يكن اليمن بمنأى عن ذلك فاندلعت ثورة فبراير 2011 ضد نظام الرئيس صالح لكن الحسم الثوري لم يتم سريعا ودخلت اليمن في ازمة سياسية راوحت مكانها .

وبعد جهود إقليمية ودولية جاءت المبادرة الخليجية برعاية إقليمية وأممية ودولية وكانت هي المخرج السياسي للأزمة اليمنية وبتوافق داخلي أعقبه انتخاب الرئيس هادي وتشكيل حكومة الوفاق التي دفعت بالرئيس هادي وحكومته (حكومة الوفاق الوطني) الى سدة الحكم.

بقلم: أبوبكر السعيد

عندما قامت ما عرف بثورات الربيع العربي لم يكن اليمن بمنأى عن ذلك فاندلعت ثورة فبراير 2011 ضد نظام الرئيس صالح لكن الحسم الثوري لم يتم سريعا ودخلت اليمن في ازمة سياسية راوحت مكانها .

وبعد جهود إقليمية ودولية جاءت المبادرة الخليجية برعاية إقليمية وأممية ودولية وكانت هي المخرج السياسي للأزمة اليمنية وبتوافق داخلي أعقبه انتخاب الرئيس هادي وتشكيل حكومة الوفاق التي دفعت بالرئيس هادي وحكومته (حكومة الوفاق الوطني) الى سدة الحكم.

وتتمة لذلك جاء مؤتمر الحوار الوطني والذي شارك فيه جميع القوى السياسية اليمنية وأطياف المجتمع المدني كافّة من منظمات وأحزاب، إضافة إلى الفئات المهمّشة، مثل المرأة والشباب وجماعة انصار الله والحراك الجنوبي.

وتوافق المتحاورون على تأسيس يمن جديد تحكمه دولة مدنية فيدرالية بعيدا عن العنف والإحتراب لكن للأسف اتجهت الأمور عكس ذلك وتصاعد التوتر السياسي والأمني وبلغ اوجه بنشوب الصدام المسلح بين جماعة الحوثييين وخصومهم من القوى القبلية والعسكرية الموالية لحزب الإصلاح الإسلامي وبينها وبين اطراف في السلطة .

وسقطت صنعاء في ايدي مسلحي الجماعة وبات اليمن على حافة مرحلة جديدة قد تحمل عناوين عديدة ابرزها التقسيم، والتفتيت، والحرب الاهلية والقبلية، والطائفية.

إن الاحداث الاخيرة في اليمن كانت متسارعة حتى انها لم تسمح لاحد بمكان ان يحدد ماهيتها وخرجت التكهنات ما بين من يعتبر أن ما حدث هو تقاطع مصالح سعودية حوثية وورغبة مشتركة بينهما في ضرب حركة الاخوان المسلمين في اليمن المتمثلة بحزب الاصلاح واجنحته القبلية بزعامة (آل الاحمر) والعسكرية بقيادة (الجنرال علي محسن الاحمر).

وهناك من يفسر ما جرى بأنه تنسيق قوي بين الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وانصاره في المؤسستين الامنية والعسكرية من جهة، وحركة “انصار الله” الحوثية في الجهة الاخرى للإنتقام من خصومه الذين ثاروا ضده وشاركوا في الإطاحة بحكمه.

وأين كانت التكهنات فمما لا شك فيه ان اليمن يعيش عقب هذه الاحداث الاخيرة فوضى مسلحة ولا توجد للدولة سلطة حقيقية على الارض فنجد مثلا أن المناطق الزيدية في الشمال تقع تحت سيطرة حركة انصار اللت الحوثية ، اما المناطق الشافعية في اب وتعز والحديدة والبيضاء رغم التسامح الذي كانوا يعيشونه الا ان لديهم مخاوف مما حدث . وبسبب الشحن المذهبي الذي تعيشه اليمن وصل الحد ببعض القبايل ان يروا انفسهم في حل من الدولة متحالفين مع تنظيم القاعدة كما هو حاصل في رداع بمحافظة البيضاء والتي تشهد مأساة إنسانية حقيقة.

اما المناطق الجنوبية والتي تريد الإنفصال او ما يسمى بفك الارتباط فقد زادت نزعتها لذلك بل والحراك الجنوبي يرى يرى له الأولوية بذلك عقب سقوط صنعاء . ومناطق الجنوب الشرقي فيسيطر على معظمها تنظيم “القاعدة” او بالاحرى يتواجد فيها بشكل مكثف.

ايها السادة والسيدات

إن التوترات والإحتراب الحاصل في اليمن خلف واقعا مأساوياً من انتهاكات لحقوق الإنسان وعلى الحريات.

فقد سقط مئات القتلى والجرحى من المتحاربين سواء من مسلحي الحوثيين او من الجيش او من القبائل. فعلى سبيل المثال سقط العشرات قتلى وجرحى من المتظاهرين المدنيين المؤيدين لجماعة انصار الله في تفجير انتحاري بميدان التحرير بصنعاء منذ اشهر.

اما الآهالي المدنيون الذين لا علاقة لهم بأطراف الصراع فهم الضحايا الاكثر فكم سقط ضحايا منهم بالمئات من الأطفال والنساء والشيوخ قتلى جرحى في كل المعارك التي حدثت في دماج وعمران ورداع وغيره.

إن تراجع فرص السلام والخيار السياسي في اليمن فسيكون لصالح خيار العنف والذي سيولد بيئة خصبة لظهور حركات التطرف السياسي الديني سواء كانت شيعية او سنية. ولقد تعايش اليمنيون بين الزيدية والشافعية لمدة تزيد على الف عام بدون اقتتال طائفي واليوم يشهد تمزقا في نسيجه الإجتماعي لك يشهد له مثيلا.

واذا كانت للدول الإقليمية مثل السعودية وايران من ثمة دور في اليمن فلابد ان يكون إيجابيا عبر عدم تغذية الصراعات السياسية والمذهبية وان يكون دعما للتنمية وإحلال فرص السلام.

وكذلك المجتمع الدولي فلابد ان يكون له وقفة صادقة في اليمن ليس عبر رهنه للإستقطابات الدولية انما لي تشجيع اليمنيين للحوار وتقليص العنف والدفع بالجميع لذلك.

وبالرغم من توقيع على إتفاق الشراكة والسلم بين مكون انصار الله والقوى السياسية والحكومة برعاية المبعوث الأممي جمال بن عمر الا ان ذلك ليس كافيا ما لم توجد النية الحقيقية لبناء دولة قوية مدنية تستوعب جميع ابناء الشعب اليمني بكل افكاره ومشاربه.

ايها السادة

اختتم القول بأن المخرج من الأزمة الحاصلة في اليمن لن يكون إلا بالحوار والتفاهم بين الجميع وان يقتنعوا بالحل السلمي لا غير وببناء دولة قوية وجيش محايد يحمي مكتسبات السلم والا يوجد سلاح الا بيده وليس ذلك لاي جماعة اي كانت وانت توجد فرصة المشاركة الحقيقية وإشراك الشعب اليمني المغلوب على امره في القرار السياسي وان توجد فرص التنمية والخدمات والتعليم للشباب لئلا يقعوا فريسة لقوى التطرف والعنف شكرا للجميع.

Share this post