الإسلام والغرب: من أجل عالم أفضل

الإسلام والغرب: من أجل عالم أفضل

عرض الصحافة
Islam and the West: For a Better World

Press Review

Doha 2006

مفكرون من الغرب والعالم الإسلامي يسعون في الدوحة لعالم أفضل

أنور الخطيب
يومية الراية القطرية
27 ماي 2006

تحت عنوان الإسلام والغرب نحو عالم أفضل ينظم مركز الجزيرة للدراسات المنتدي الفكري الأول الذي يستضيف فيه مجموعة من المفكرين والباحثين من العالمين العربي والإسلامي ومن أوروبا وأمريكا يناقشون علي مدي يومين العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب من مختلف جوانبها ومن أبرز المحاور التي سيناقشها المنتدي محور العلاقة بين الحضارات هل هي علاقة صراع أم تواصل وكيف يمكن أن نرتقي بهذه العلاقة من مستوي الصراع المدمر إلي مستوي التدافع والتكامل ومحور العولمة وتداعياتها الكونية حيث يدرس المنتدي ظاهرة العولمة هل هي ظاهرة طارئة تمثل قدر الإنسانية الجديد وما هي انعكاساتها علي المستوي الثقافي والاجتماعي والبيئي وهل التنوع الثقافي مطلب ضروري أم عائق أمام تحقيق الكونية كما يناقش المنتدي مستقبل العالم وتحديات القرن الحادي والعشرين كما سيسعي المنتدي في ختام أعماله إلي الخروج بميثاق أخلاقي جديد يتضمن قواعد أخلاقية تضمن الحق في الاختلاف والاحترام المتبادل ويحدد الحقوق والواجبات في علاقتنا بالكون والبيئة والإنسان.

أبرز المشاركين في المنتدي ويلفريد هوفمان المفكر الألماني الشهير وردريغودي زاياس المفكر والمؤرخ الألماني وبرينو غيدروني مفكر وعالم فرنسي في الفيزياء الفلكية وعبد الوهاب المسيري المفكر المصري المعروف وأبو يعرب المرزوقي الفيلسوف التونسي وبرهان غليون الكاتب والمفكر السوري وتركي الحمد المفكر والكاتب السعودي ومنير شفيق المفكر الفلسطيني المعروف وعطاء الله مهاجراني وزير الثقافة الايراني السابق.

وقد أقام مركز الجزيرة للدراسات مساء أمس في فندق الفور سيزون حفل عشاء خاصاً حضره المفكرون المشاركون في المنتدي إضافة إلي مدير عام شبكة الجزيرة وضاح خنفر الذي ألقي كلمة في الحفل رحب فيها بالمشاركين علي أهمية عقد هذا المنتدي بهذا الوقت والدور الذي تلعبه شبكة الجزيرة بهذا الصدد.

Doha 2006

وفيما يلي برنامج المنتدي:

يوم السبت 27 مايو 2006

من 00,9 إلي 30,9 تسجيل

من 30,9 إلي 00,11 الجلسة الأولي.

الحضارات بين التواصل والصراع

د. عبد الله النفيسي: مفكر وأكاديمي (الكويت)

ب د. أبو يعرب المرزوقي: مفكر وأستاذ جامعي (تونس)

Dr Andidjar Gilles:

Prof. Claudi Mario Betti:

من 00,11 إلي 20,11 استراحة

من 20,11 إلي 00,13 الجلسة الثانية

العلاقة بين العالم الإسلامي

والغرب: الأبعاد والملامح

د. بشير نافع: كاتب وأكاديمي (مقيم في بريطانيا)

Louis J Cantori:

د. عبد الحميد يويو: كاتب وأكاديمي (مقيم في فرنسا)

Doha 2006

برفسور حسن مكي: أكاديمي ومفكر (السودان)

من 00,13 إلي 00,15 غداء واستراحة

من 00,15 إلي 30,16 الجلسة الثالثة.

العولمة وتداعياتها الكونية

الأستاذ منير شفيق: مفكر وكاتب (مقيم في الأردن)

Andreas Reger:

د. تركي الحمد: مفكر وأكاديمي (المملكة العربية السعودية)

من 30,16 إلي 50,16 استراحة

من 50,16 إلي 30,18 الجلسة الرابعة:

مستقبل العلاقة بين الحضارات

Kenneth White:

Gunther Mulack:

بروفيسور عبد الوهاب المسيري: مفكر وأكاديمي (مصر)

Rodrigo de Zayas:

30,19 عشاء

يوم الأحد 28 مايو 2006

من 00,9 إلي 30,10 الجلسة الخامسة:

العلاقة بين العالم الإسلامي

والغرب: الحلول والبدائل

مراد هوفمان: مفكر دبلوماسي سابقا (ألمانيا)

عطاء الله مهاجراني: كاتب ووزير سابق (مقيم في بريطانيا)

Doha 2006د. عباس عروة: كاتب وباحث (مقيم في سويسرا)

خالد الخاطر: كاتب وأكاديمي (قطر)

من 30,10 إلي 50,10 استراحة

من 50,10 إلي 30,12 الجلسة السادسة:

نحو ميثاق أخلاقي عالمي

د. برهان عليون: مفكر وأكاديمي (مقيم في فرنسا)

Bruni Guiderdoni:

من 30,12 رلي 0,15 غداء واستراحة

من 00,15 إلي 30,16 الجلسة الختامية: خلاصات ومقترحات

00,17 ندوة صحفية

30,19 عشاء.

اختتام فعاليات منتدى الجزيرة الأول لمركز الجزيرة للدراسات … اختلاف في الآراء حول صدام أم حوار بين الحضارات

أكرم اليوسف
يومية الشرق القطرية
الإثنين 29 مايو 2006

اختتمت مساء أمس الأحد بفندق الفصول الأربعة بالدوحة أعمال المنتدى الفكري الأول لمركز الجزيرة للدراسات، الذي شارك فيه نخبة من المفكرين والكُتَّاب العرب والأجانب من مختلف دول العالم. ولخص المؤتمر الصحفي الذي عقد في نهاية المنتدى الذي استمر على مدى يومين، معظم الآراء التي طرحت في هذا المنتدى الذي انعقد تحت عنوان «الإسلام والغرب: من أجل عالم أفضل» وخلص المتحدثون في المؤتمر إلى أن هذا المنتدى قد نجح في إطلاق الحوار وتوسيع دائرته، وتناول القضايا بكل صراحة ودون تكلف كما قال الباحث رفيق عبدالسلام، وأكد عليها جميع المشاركين في المؤتمر.

وكان يوم أمس شهد مجموعة من المداخلات التي تمحورت حول: العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب: الحلول والبدائل، وتحدث فيها كل من: مراد هوفمان المفكر الدبلوماسي الألماني «سابقاً» والكاتب والوزير السابق عطاء الله مهاجراني، والدكتور عباس عروة، والكاتب والأكاديمي القطري خالد الخاطر، في حين كان المحور الأخير في المنتدى تحت عنوان «نحو ميثاق أخلاقي عالمي» بمشاركة د. برهان غليون «سوريا» وبرونو جودردوني «فرنسا».

وتفاوتت الآراء في هذه الجلسات، حيث تحدث عن نظرية هنتجتون والعالم ما بعد 11 سبتمبر، مؤكدا أن جوهر الأديان جميعها يدعو إلى السلام والمحبة وليس إلى الصراع.

وتحدث الدكتور سيد عطاء الله مهاجراني عن السلامة بين الدين الحقيقي والعنف فقال: لقد حكى الرومي في كتابه الرائع «المثنوي» قصة متفردة عن وظيفة الدين، قال كانت هناك مساجلة بين أهل سبأ وأنبيائهم واعتقد ان ذلك الحوار مازال حياً. ففي هذه الأيام نحن نعاني من مشكلة القراءة الخاصة للنص الديني.

قال أهل سبأ: إذا استطعتم جلب الحظ لأنفسكم، فأنتم أذاً لخاسرون وعلينا مقاومتكم، حيث إننا في حل منكم فقد جلبتم لنا المتاعب والأحزان، فمن خلال نبوءتكم الشريرة فإن التناغم والانسجام الذي كان بيننا قد تحول انشقاقات لا حصر لها، فقديما كنا كطيور الببغاء غذاؤها من السكر، أما الآن وبفضلكم فقد صرنا كطيور لا تتأمل إلا بالموت خيالها من نبوءة شريرة ويالها من إشاعة بغيضة وياله من تحول بشع وعقاب أليم، تلك هي الأشياء التي تضمنتها حكايتكم ورسالتكم فأنتم قوم ذوو شهية لافتعال الأحزان. قال الأنبياء: إن لدعوتنا الكريهة الشريرة لوقع طيب في نفوسكم إذا أصاب أحدكم الناس فأخلدتم للنوم في مكان موحش، وان تنيناً قد اقترب قاب قوسين أو أدنى منكم وان شخصاً رحيماً بكم قد جعلكم تحسون به إذا يقول لكم: انهضوا وبسرعة وإلا فإن التنين قد ينال منكم.

إن قلتم لم تنم بتلك النبوءة الشريرة فسوف يرد عليكم «إي نبوءة شريرة»؟ انهض وأبصر في ضوء النهار «كتاب المثنوي الرومي».

وأضاف: ان رؤيتي حول نشوء الفكر الديني وكذلك العلاقة بين الدين والعنف، تبني أساساً على تلك القصة.

وأن جميع الأديان لتدعي أن الهدف الأساسي لها هو الحب والسلام وعلى سبيل المثال – فإن ديننا الإسلام واسمه ينحدر من كلمة «إسلام» وكنيتنا كمسلمين – كل هذا ينعكس في إيماننا بالسلام والحب، وان نبينا – عليه أفضل الصلاة والسلام – يقول ليس الدين إلا الحب، ويقول تعالى على اعتبار ان الحب هو محور الدين: «قل إن كنتم تحبون الله فاتبععوني يحببكم الله» – سورة آل عمران: 3/31.

وقدم الدكتور عباس عروة عرضاً بواسطة الكمبيوتر حول الصراع أو الصدام بين الحضارات، معلنا انه غير مؤمن بحوار الحضارات، وهو أمر وضحه من خلال عرضه بأن الذين يتحدثون عن الحوار، يتجاهلون نقاط الصدام، وجاءت مداخلته بعنوان «صدام الحضارات من منظور علم النزاع والسلم» قال فيها: دخلت أطروحة «صدام الحضارات» حقل التجارب الفكري على الصعيد الدولي منذ أن روج لها السموأل هانتينجتون في مقاله «1» نشرت في 1993 أثارت ضجة كبيرة، اتبعها في سنة 1996 بعرض أكثر تفصيلاً في كتابه «صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي». ثم عادت هذه الأطروحة إلى الساحة الفكرية والسياسية والإعلامية عقب أحداث 11 سبتمبر 2001.

ويمكن تلخيص هذه الأطروحة المثيرة في القول إنه بانتهاء الحرب الباردة فإن أهم ما يميز الشعوب ليس الايديولوجية أو السياسة أو الاقتصاد، وفي التنبؤ بأن النزاعات على الصعيد الدولي ستكون بين أمم وجماعات تنتمي إلى حضارات متغايرة، وان هذه النزاعات ستكون أشد وتيرة وأطول أمداً وأكثر عنفاً من النزاعات بين جماعات تنتمى إلى نفس الحضارة، وقد قسم هانتينجتون الإنسانية إلى تسع حضارات رئيسية وهي: الغربية والأرثوذكسية والأمريكية – اللاتينية والإفريقية والإسلامية والهندوسية والكونفوشيوسية والبوذية واليابانية.

واستنتج هانتينجتون أن الحدود بين الحضارات ستمثل خطوط التماس في معارك المستقبل، وأنه على المدى القريب سيكون التركيز على النزاع بين الغرب وعدة دول تنتمي إلى الحضارتين الإسلامية والكونفوشيوسية، خاصة الحضارة الإسلامية التي تفصلها عن الحضارات الأخرى حدود دموية». كما رتب هانتينجنتون بناء على أطروحته حزمة من التوصيات لحفظ مصالح الغرب منها:

أ- ترقية تعاون أكبر وتعزيز الوحدة داخل الحضارة الغربية، خاصة بين شقيها الأوروبي والأمريكي.

ب- الحد من توسع القوة العسكرية للدول الإسلامية والكونفوشيوسية.

ج- استغلال الفروق والنزاعات ضمن الدول الإسلامية والكونفوشيوسية.

د- دعم الجماعات التي تتعاطف مع قيم الغرب ومصالحه بداخل الحضارات الأخرى.

هـ- تعزيز الهيئات الدولية التي تعكس وتضفي شرعية على مصالح الغرب وقيمه.

وان كانت هذه الأطروحة قد لقيت دعماً من بعض المفكرين الغربيين فقد عارضها الكثير من الباحثين من منطلقات نظرية مختلفة والبعض انتقد نظرة هانتينجتون للحضارة وتصوره لعلاقة هذه الأخيرة بالثقافة والبعض الآخر شكك في تصنيفه للحضارات واعتبارها كيانات جامدة لا حرية بداخلها ولا تتفاعل بينها ومنهم من ركز على الخلفية السياسية لهذه الاطروحة معتبرين إياها أداة لاعادة صياغة السياسة الخارجية للولايات المتحدة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. كما اشار الى ذلك المفكر الفقيد ادوارد سعيد الذي رد عن اطروحة «صدام الحضارات» بأطروحة مضادة في مقاله تحت عنوان «صدام الجهالات» ختمها بالقول ان «نظرية صدام الحضارات حالها كحال فيلم الخيال العلمي حرب العوالم، أكثر فعالية في تقوية الغطرسة الدفاعية من ان تقضي الى فهم نقدي للارتباط المذهل لعصرنا.

غير ان المعارضة الأشد وقعا لأطروحة «صدام الحضارات» جاءت على المستوى التجريبي حيث انتقدها العديد من الباحثين كونها تعتمد على «أدلة من قبيل النوادر» ولا تستند إلى اساس تجريبي صلب فالباحت المغربي محمد براو مثلا يرى ان «النماذج الواردة في الاطروحة إما أنها منتقاة بشكل تعسفي «جزئية» أو انها غير دقيقة. بل بالعكس فإن حل الدراسات التجريبية في مجال علم النزاع التي نشرت حديثا «6-11» والتي تعرضت للنزاعات الدولية في العقود الأخيرة، كشفت عن نتائج تفيد الأطروحة وأظهرت ان وتيرة النزاعات بين الجماعات التي تنتمي الى حضارات متغايرة لم يرتفع نسبيا عقب انتهاء الحرب الباردة.

وأضاف عروة: في الواقع لا يوجد نزاع واحد بين العالم الاسلامي والعالم الغربي ككتلتين موحدتين يمكن رده اساسا الى العامل الثقافي، ولكن توجد نزاعات متفرقة بين أطراف تنتمي الى العالم الاسلامي واطراف اخرى تنتمي الى العالم الغربي يمكن تفسيرها في اطار التاريخ والجغرافية.

وتطرق الباحث والاكاديمي القطري خالد الخاطر الى النظريات التي تسود في العالم اليوم حول الصراع أو الصدام بين الحضارات أو الحوار فيما بينها ومن كل نظرية منها.

وقال د. برهان غليون في المحور الثاني «نحو ميثاق أخلاقي عالمي»: ليس هناك شك ان المجتمعات البشرية تخضع لديناميكية عميقة، ربما كانت الثورة التقنية أهم مصادرها تدفعها للتوحد وتجاوز الحدود الثقافية القديمة، وتشكل العولمة التي اصبحت موضوعاً رائجاً اليوم التعبير الأخير عن هذه الديناميكية، لكن توحيد القضاء العالمي لا يعني بالضرورة تكوين ثقافة واحدة انه يترافق بالأحرى مع تدمير الثقافات وتفكيك وشائج القربى التقليدية على طريق اعادة تركيبها من وجهة نظر التوازنات الجيوسياسية الجديدة، فلا تجد المجموعة البشرية نفسها اليوم امام خيار الثقافة الوطنية او الثقافة العالمية وانما أمام خيار اصعب، حضارة كونية أو بربرية مديدة فتكوين حضارة كونية يفترض انبثاق ثقافة كونية واحدة أو على الأقل اخلاقيات عامة تجمع بين الثقافات وتضبط نشاطها واحداثها بالعلاقة مع الأخرى، أي تستدعي نشوء معايير ومنظومات قيم مشتركة بالتواصل الايجابي بين الافراد من وراء جماعتهم وثقافتهم الخاصة، وبالانسجام معها ايضا لا في معارضتها وهو ما يتطلب عملا دؤوبا واراديا يواكب التجربة التاريخية لانفتاح الثقافات البشرية العملي واحدتها على الأخرى ويتفهم ديناميكيات تفاعلها وصراعها فيما بينها ايضا.

وقد بدأت بعض التيارات الفكرية تتلمس منذ التسعينيات الحاجة إلى بلورة اخلاقية كونية جسدتها الوثيقة التي اصدرها برلمان الأديان العالمي الذي عقد في شيكاغو في 28 اغسطس 1993 وشارك فيه ممثلون عن مظعم الأديان في العالم بيد ان هذه الحركة الفكرية لتلمس ملامح ميثاق اخلاقي كوني لم تتقدم كثيرا منذ ذلك الوقت ان لم نقل انها تراجعت وبعد فترة من صعود الآمال، حصل همود ثم احباط شديد وجاءت مسائل الصراع بين الحضارات وخطاباتها ثم الحرب العالمية ضد الإرهاب واخيرا تطور حركات العنف في المناطق الاسلامية لتضع هذا الأفق الديني لاستيلاء اخلاقيات كونية في طريق مسدود تماماً.

واكد غليون قائلاً: ربما كانت نقطة الضعف الرئيسية التي جعلت طريق العمل على بناء ميثاق اخلاقي كوني كامنة في المسار نفسه الذي اتبعه المهتمون بالأمر، فقد اختاروا طريق الحوار بين الاديان والتقريب بينها معتقدين ان الدين هو الاطار الأوسع أو الأنشطة لانتاج القيم وتربية الأفراد والجماعات، ومتى ما تم التفاهم بين ممثلي الأديان تكون خطوة كبيرة قد قطعت للتوصل الى تفاهم بين المجتمعات والبشر.

بيد ان الرهان على حوار الأديان للدفع الى انبثاق ميثاق اخلاقي كوني لم يبرهن على نجاح كبير فالواقع انه بالرغم من انتشار ظواهر التدين الجديدة والعودة إلى التقاليد، يبدو لي ان الثقافة الزمنية وما تنطوي عليه من قيم دنيوية هي التي تؤثر اليوم بشكل اكبر على حياة الأفراد وتحدد معايير تفكيرهم وسلوكهم وبالرغم من أهميته السياسية التي لاشك فيها لا يمكن لحوار الأديان ان يكون بديلا عن حوار حقيقي ومعمق بين الثقافات، أي بين المثقفين الفاعلين وممثلي المجتمع المدني المحلي والعالمي معاً، على مستوى المعمورة لا بين رجال الدين.

وتحفظ بعض المفكرين والكتاب المشاركين في هذه الندوة حول مصطلح الثنائية في الصراع بين الاسلام والغرب، واشار آخرون الى ان هناك اهتماما غير مبرر بالتفاصيل في بعض المداخلات التي قدمت، ولكن يبقى في النهاية ان هذا الموضوع الراهن له أهمية قصوى اليوم، في ظل اتجاه السياسي نحو توهيج الصدام بين الحضارات لاسباب سياسية وايديولوجية في حين ان الحوار يجب ان يأخذ طابعاً ثقافياً مما دعا بعض المحاضرين الى الحديث عن ضرورة اعتذار الغرب الاستعماري في القرن السابق عن الاسلام والمشكلات التي سببها الاستعمار للعرب والمسلمين حتى يتم الحديث عن حوار مستقبلي دون ان يبقى على مستوى السطح.

حوار الأديان ليس بديلاً عن حوار الثقافات

أنور الخطيب
يومية الراية القطرية
الإثنين 29 مايو 2006

قال المفكر والأكاديمي د. برهان غليون في ورقة العمل التي قدمها أمام المنتدي الفكري الأول لمركز الجزيرة للدراسات، والذي ناقش أمس البحث في ميثاق أخلاقي عالمي: ان المجتمعات البشرية تخضع لديناميكية عميقة، ربما كانت الثورة التقنية أهم مصادرها، تدفعها للتوحد وتجاوز الحدود الثقافية القديمة. وتشكل العولمة التي أصبحت موضوعا رائجا اليوم التعبير الأخير عن هذه الديناميكية. لكن توحيد الفضاء العالمي لا يعني بالضرورة تكوين ثقافة واحدة. انه يترافق بالأحري مع تدمير الثقافات وتفكيك وشائج القربي التقليدية علي طريق إعادة تركيبها من وجهة نظر التوازنات الجيوسياسية الجديدة. فلا تجد المجموعة البشرية نفسها اليوم أمام خيار الثقافة الوطنية أو الثقافة العالمية وإنما أمام خيار أصعب: حضارة كونية أو بربرية مديدة فتكوين حضارة كونية يفترض انبثاق ثقافة كونية واحدة أو علي الأقل أخلاقيات عامة تجمع بين الثقافات وتضبط نشاطها واحدتها بالعلاقة مع الأخري، أي تستدعي نشوء معايير ومنظومات قيم مشتركة تسمح بالتواصل الإيجابي بين الأفراد من وراء جماعتهم وثقافاتهم الخاصة، وبالانسجام معها أيضاً لا في معارضتها. وهو ما يتطلب عملا دؤوبا وإراديا يواكب التجربة التاريخية لانفتاح الثقافات البشرية العملي واحدتها علي الأخري، ويتفهم ديناميكيات تفاعلها وصراعها فيما بينها أيضاً.

وأضاف غليون ان بعض التيارات الفكرية تتلمس منذ التسعينيات الحاجة إلي بلورة أخلاقية كونية جسدتها الوثيقة التي أصدرها برلمان الأديان العالمي الذي عقد في شيكاغو في 28 اغسطس 1993 وشارك فيه ممثلون عن معظم الأديان في العالم. بيد ان هذه الحركة الفكرية لتلمس ملامح ميثاق أخلاقي كوني لم تتقدم كثيراً من ذلك الوقت ان لم نقل انها تراجعت. وبعد فترة من صعود الآمال، حصل همود ثم إحباط شديد. وجاءت مسائل الصراع بين الحضارات وخطاباتها ثم الحرب العالمية ضد الإرهاب وأخيراً تطور حركات العنف في المناطق الإسلامية لتضع هذا الأفق الديني لاستيلاد أخلاقيات كونية في طريق مسدود تماماً.

إلا انه اعتبر ان نقطة الضعف الرئيسية التي جعلت طريق العمل علي بناء ميثاق أخلاقي كوني كامنة في المسار نفسه الذي اتبعه المهتمون بالأمر. فقد اختاروا طريق الحوار بين الأديان والتقريب بينها معتقدين ان الدين هو الإطار الأوسع أو الأنشط لإنتاج القيم وتربية الأفراد والجماعات. ومتي ما تم التفاهم بين ممثلي الأديان تكون خطوة كبيرة قد قطعت للتوصل إلي تفاهم بين المجتمعات والبشر، بيد ان الرهان علي حوار الأديان للدفع إلي انبثاق ميثاق أخلاقي كوني لم يبرهن علي نجاح كبير. فالواقع انه بالرغم من انتشار ظواهر التدين الجديدة والعودة إلي التقاليد، يبدو لي ان الثقافة الزمنية وما تنطوي عليه من قيم دنيوية هي التي تؤثر اليوم بشكل أكبر علي حياة الأفراد وتحدد معايير تفكيرهم وسلوكهم. وبالرغم من أهميته السياسية التي لا شك فيها، لا يمكن لحوار الأديان ان يكون بديلا عن حوار حقيقي ومعمق بين الثقافات، أي بين المثقفين الفاعلين وممثلي المجتمع المدني المحلي والعالمي، علي مستوي المعمورة، لا بين رجال الدين.

وكان د. عباس عروة الكاتب والباحث قد اعتبر في جلسة ناقشت العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب الحلول والبدائل ان مساهمة العالم الإسلامي في الحد من التوترات علي الصعيد الدولي يمكن أن تكون عبر الإجراءات التالية:

أ- معالجة الكم الهائل من النزاعات التي تنخر جلّ العالم الإسلامي، ذلك الفضاء الذي يشمل أكثر من 1200 مليون نسمة، ويعد من أكثر المناطق في العالم انتشاراً للنزاعات العنيفة بين الدول أو داخلها (بين الجماعات أو بين السلطة والمجتمع المدني). ويتطلب ذلك تكوين خبرات محلية في علم النزاع والسلم وإنشاء مراكز للدراسات والبحث من أجل التعاطي العلمي مع ظاهرة النزاع وطرق تفاديه وفضه وتحويله إلي قوة فاعلة وآلية إيجابية لتطوير المجتمع، بناء علي المبادئ والتقنيات الحديثة التي تم تطويرها في الغرب، وإسقاطها علي المجتمع العربي والإسلامي والأخذ بعين الاعتبار خصائصه التاريخية ومقوماته الثقافية.

ب- معالجة النزاعات بين أطراف من العالم الإسلامي وأطراف أخري من العالم الغربي علي أساس مجموعة من المتطلبات الأخلاقية أهمها العدل والتجرد في التعاطي مع النزاع والنظر في مشروعية أهداف الطرفين المتناقضة، فإذا كان النزاع بين طرف له أهداف مشروعة وطرف له أهداف غير مشروعة فإن حل النزاع يمر حتما بتحقيق أهداف الطرف الأول خاصة إذا كانت علي صعيد الحاجيات الأساسية التي لا تستقيم الحياة بدونها، ويحق له في ذلك استعمال كافة الوسائل المشروعة ومنها المقاومة، فعند فقهاء علم النزاع والسلم لا تفاوض في الضرورات الأساسية . أما إذا كانت الأهداف المتضاربة لكلي الطرفين تتضمن قسطا من المشروعية فإن حل النزاع يستوجب اللجوء إلي الحوار بين الطرفين ويتطلب قدرا من الإبداع الذي يمكن من استكشاف طرق تجاوز أوجه التناقض بين الأهداف. وفي كلتا الحالتين لابد لعملية فض النزاع من المرور بالمسار الثلاثي (الصلح – حل النزاع – المصالحة)، وعندها فقط يمكن الشروع في عملية مجدية للحوار بين الحضارتين الإسلامية والغربية، وإلا فلن تكون هذه العملية إلا تهريجا سياسياً وإعلامياً أو ترفا أكاديمياً بين النخب.

فيما قدم الأستاذ خالد الخاطر من قطر في الجلسة ملخص ندوة الأجندة الإسلامية ومستقبل الحوار التي عقدت في لندن وخلصت إلي:

أهمية إعادة توجيه الاهتمام بالحوار إلي مبدأ واستراتيجية الحوار مع عدم إغفال أهمية متطلبات العمل التحضيري والذي يتمثل في تحديد المشكلة وطبيعتها وتطوير استراتيجية للحوار وإيجاد الأفراد المناسبين لهذه العملية وكذلك إيجاد إدارة لمثل هذه تقوم برصد ووضع آليات للحوارات وأشكالها العملية وكذلك العمل البعدي في مواصلة الاهتمام بهذا الأمر.

إن مستوي الحوار والسقف المرحلي لمسألة الحوار ينبغي أن يدور حول (تحسين شروط التعامل) ولا ينحصر في مطالب كلية.

إخراج طبيعة المشكلة مع الغرب من انها صدام حضاري وطرحها علي انها مجموعة من المشاكل السياسية، وتوصيف ذلك بشكل دقيق.

أهمية العمل علي تفكيك مرتكزات التحالفات الاسرائيلية ولو بنسبة قليلة تسمح بخلق حد أدني من التفاهمات في أي عمليات حوار.

أهمية مد الجسور مع القوي المستقبلية الصاعدة مثل الصين وروسيا والهند وكذلك أمريكا الجنوبية.

كما أكدت علي تفادي النظر إلي أوروبا علي انها شيء واحد. وكذلك عدم النظر إلي ما يود الجانب الإسلامي تحقيقه علي انه شيء واحد ولكن درجات من الأهداف والمطالب.

منتدى “دراسات الجزيرة” بحث علاقة الغرب المتأزمة بالإسلام
مفكرون مسلمون وغربيون بحثوا علاقات العالم الإسلامي والغرب على مدى يومين

محمد العلي
الجزيرة نت
28 مايو 2006

عقد المنتدى الأول لمركز الجزيرة للدراسات جلستين تناولتا موضوع الحلول والبدائل للعلاقة المتأزمة بين الإسلام والغرب ومقترحا لإقامة ميثاق أخلاقي عالمي قبل أن يختتم أعماله مساء اليوم.

وكان المنتدى قد بدأ أمس أعماله بالدوحة تحت شعار “الإسلام والغرب: من أجل عالم أفضل” بمشاركة مفكرين وأكاديميين وكتاب من الولايات المتحدة وإيطاليا وألمانيا وكتاب مسلمين وعرب وأوروبيين من أصول عربية.

وقدم كل من الدبلوماسي الألماني السابق مراد هوفمان ووزير الثقافة الإيراني السابق عطا الله مهاجراني والباحث الجزائري عباس عروة والكاتب القطري خالد الخاطر مداخلات في الموضوع الأول.

مراد هوفمان

وقال هوفمان، وهو دبلوماسي ألماني سابق اعتنق الإسلام، إن مجرد مناقشتنا لكتابي فرنسيس فوكوياما “نهاية التاريخ والإنسان الأخير” وصموئيل هنتنغتون “صراع الحضارات” يعني أننا في وضع رد الفعل لأن الغرب هو الذي حدد جدول أعمالنا.

وذكر أنه التقى قبل بضع سنوات هنتغتون في الرياض وكان يطأ أرضها لأول مرة، مضيفا أن الأخير اعترف له وقتها بأن الإسلام والحداثة ليسا بالضرورة متضادين.

واعتبر أن نبوءة هنتنغتون عن صراع الحضارات “حقيقة ثابتة” تحققت نظرا لأن الإسلام ينظر له حاليا كخطر عالمي وكأيديولوجية سياسية. وأضاف أن هذا الانطباع يتعزز “عندما يقوم شخص ما بعمل خاطئ وهو يكبِّر”.

وقال هوفمان علينا أن نعترف بأننا في موقف دفاعي ويجب أن نخطط ونفكر على هذا الأساس، مضيفا أن المسلمين يجب ألا يظهروا وكأنهم بصدد التوسع كي يعتاد الغرب علينا، وأن عليهم التوصل إلى حل سلمي للقضية الفلسطينية، الأمر الذي سيكون له أثره على أي حوار مع الغرب.

وقدم مهاجراني مداخلة بعنوان “العلاقة بين الدين الحقيقي والعنف” استندت إلى قصة رمزية للمثنوي الرومي تتضمن مساجلة بين أهل سبا وأنبيائهم.

خالد الخاطر

واعتبر الكاتب القطري خالد الخاطر من جهته أن الغرب لا يملك نظرية تعايش حقيقية مع المسلمين. وأوضح في كلمته أن الصدام بين العالم الإسلامي والغرب في جانبه السياسي سيظل موجودا سواء كان هنالك حوار أم لا.

ورأى أن العلاقة بين أميركا وإسرائيل من الأسباب الرئيسية لهذا الصدام باعتبار أن نشأة الأخيرة كانت وظيفية بالنسبة للمشروع الغربي قبل أن تتحول “قائدا للمشروع الغربي وفاعلا رئيسيا فيه”.

ودعا الدكتور عباس عروة وهو طبيب من أصل جزائري يقيم في جنيف، إلى معالجة “الجروح الجماعية التي لم تندمل” قبل الحديث عن المصالحة بين الغرب والعالم الإسلامي.

ورأى أن مساهمة العالم الإسلامي في الحد من التوترات الدولية تشترط أمرين: أولهما معالجة العالم الإسلامي لنزاعاته الداخلية, وثانيهما توافر “متطلبات أخلاقية” أهمها العدل والتجرد لتسهيل معالجة النزاعات بين العالم الإسلامي والأطراف العالمية الأخرى.

ميثاق أخلاقي

وتناول المحور الثاني في مداولات المنتدى دعوة أستاذ قسم الاجتماع السياسي في جامعة السوربون الدكتور برهان غليون إلى ميثاق أخلاقي عالمي.

وقال إن التيارات الفكرية بدأت تتلمس منذ التسعينيات الحاجة إلى بلورة أخلاقية كونية جسدتها الوثيقة التي أصدرها برلمان الأديان الذي عقد في شيكاغو في أغسطس/آب 1993.

واستدرك قائلا إن الرهان على حوار الأديان لتأسيس ميثاق أخلاقي كوني لم ينجح، داعيا إلى حوار عميق بين المثقفين العالميين الفاعلين وممثلي المجتمع المدني المحلي والعالمي.

وفي تعقيب خلال جلسة التقييم دعا الزعيم السابق في جبهة الإنقاذ الجزائرية عباسي مدني إلى عدم الذهاب بعيدا في “تيار الأحداث” بحيث يفكر المسلمون بأن جميع الناس في الغرب مشاركون في مآسي المسلمين.

وأعطى مثلا على ذلك في تدخل رجال إنقاذ فرنسيين عند حصول فيضانات في الجزائر مما حفز الرئيس الجزائري وقتها على الدعوة لمعاهدة صداقة بين البلدين.

وقال إن الصداقة يجب أن تحل محل العداء، مشيرا إلى أن المسلمين بحاجة إلى علاقة تقوم على الإخلاص والجدية.

منتدى الجزيرة يستضيف 25 مفكرا لنقاش الإسلام والغرب         

محمد العلي
الجزيرة نت
27 مايو 2006

عقد مركز الجزيرة للدراسات اليوم في الدوحة أول منتدياته الفكرية بحضور أكثر من 25 مفكرا وأكاديميا من دول عربية عدة بالإضافة إلى مفكرين وباحثين من الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا.

والتأم المنتدى تحت عنوان عريض هو “الإسلام والغرب: من أجل عالم أفضل” جرى تقسيمه إلى محاور فرعية عولجت أربعة منها اليوم على أن يعالج العنوانان الآخران يوم غد.

وحضر جلسة المنتدى الأولى الشيخان يوسف القرضاوي وعباسي مدني ووزير الثقافة الإيراني السابق عطاء الله مهاجراني، والمدير العام لشبكة الجزيرة وضاح خنفر وشخصيات ثقافية وإعلامية.

في الجلسة الأولى التي عالجت موضوع “الحضارات بين التواصل والصراع”، قدم المفكر الكويتي عبد الله النفيسي مداخلة رأى فيها أن المسلمين لا يستطيعون أن يكوّنوا رأيا في العلاقة مع الغرب بدون الرجوع إلى القرآن الكريم باعتباره إلى جانب السنة مرجعيتهم.

دعوات النفيسي

وأشار النفيسي في مداخلته إلى وجود رؤية للتاريخ ولموضوع العلاقات بين الأمم والحضارات في القرآن الكريم، تتلخص في ثلاثة مصطلحات وردت في ثلاث آيات.

الأولى تتحدث عن التدافع بين الأمم والحضارات “ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد”، والثانية عن التدوال “وتلك الأيام نداولها بين الناس”، وهو ما اعتبره النفيسي مسطرة لفهم التاريخ.

أما المصطلح الثالث فهو الاستبدال في سورة التوبة “إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم”، أي أن رب العالمين سيمسخكم من الوجود إذا لم تستنفروا، حسب النفيسي.

ويوضح النفيسي أن علاقة المسلمين بالغرب مرتبطة بالمصطلحات الثلاثة “التدافع مع الغرب” و”التدوال معه” و”الاستبدال إن لم نقاومه”.

ويؤكد النفيسي في تصريح للجزيرة نت أن بعض الناس فهموا الأمر على أنه حث على الصراع مع الغرب، مشيرا إلى أن الأمر في حقيقته “سنني” و”قانوني من الله سبحانه وتعالى” وليس من البشر.

ويضيف أن ذلك يعني أن التعايش أو التصارع مع الغرب ليس خيارا شخصيا بل سننيا “يدعونا في واقع الأمر إلى مقاومة الغرب”.

واعتبر عضو جمعية سانت إيجييدو الإيطالية البروفيسور كلاوديو ماريو بيتي أن مصطلح صدام الحضارات أسيء استخدامه “لأن الصراع كان موجودا دائما”.

وأضاف أن الفرق يكمن حاليا في أن الصراع لا يبدو قابلا للتجنب وهو مرحب به من كلتا الجماعتين أحيانا دفاعا عن “النقاء” داخل كل حضارة.

حوار ندّي

ورأى المفكر أبو يعرب المرزوقي في مداخلته أن محاورة المسلمين الندّية مع الغرب مشروطة أولا بتحقيق “ما حققه الغرب من تآخ”، وبأن يحقق (المسلمون) الصلح معه على أساس الأخوة البشرية والتعاون.

وأضاف أن القرآن الكريم “يدعو إلى الصلح بين الأخوين إذا اقتتلا”. وإذا لم يتحقق الأمر يدعو إلى محاربة الفئة الباغية “وهو ما يمكن أن ينطبق على العالم”.

وقال إن الغرب يعتقد أنه انتزع مصادر قوة المسلمين وبات أمامه فقط حصانتهم الروحية، مضيفا أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لم يدع خلال خطابه في جامعة جورج تاون الأميركية إلى الحوار بل إلى توطيد صف الأقوياء في العالم.

واعتبر الباحث والأكاديمي الأميركي أنيدجار جيليس أن ما يحصل في العالم ليس صراع حضارات بل صراع داخل الحضارة الواحدة.

وقال إن الغرب يعيش مشكلتين تاريخيتين هما -في تصوره- مشكلة واحدة “الإسلام والغرب” و”أوروبا واليهود”.

وقال الشيخ القرضاوي في تعقيبه “نعتقد أن الغرب والشرق أجزاء من مملكة الله عز وجل، وأن حروب الفرنجة (الصليبية) تركت آثارا في نفوس الفريقين”.

وأضاف أن الصراع بين البشر أمر طبيعي لأنهم ليسوا ملائكة فهناك الطيب والشرير لكن الأخير لا بد له ممن يدفعه.

ومضى القرضاوي قائلا إن الغرب يملك القوة والسيطرة وكل ما يطلبه منه المسلمون هو أن يعترف بحقهم في العيش في إسلامهم وأن يعترف بأن العالم يتسع لأكثر من دين.

وأضاف معقبا على ورقة الباحث الأميركي لا مشكلة دينية للمسلمين مع اليهود فهم أهل كتاب، مؤكدا أن المشكلة هي مشكلة الأرض ويحب أن تحل.

Share this post