تقرير ورشة عمل الدين والسياسة من خلال السياق التونسي

المقدمة

نظمت مؤسسة قرطبة بجنيف بالتعاون مع مكتب الدين والسياسة والخلاف بوزارة الخارجية السويسرية، ومنتدى الجاحظ ورشة عمل في تونس بتاريخ 3 مارس 2017 تحت عنوان “الدين والسياسة من خلال السياق التونسي”. انعقاد الورشة كان بناء على توصيات الخبراء والفاعليين السياسيين التونسيين الذين شاركوا في سلسلة ورشات تفاعل الدين والسياسة في الشأن العام، والتي عقدت في مارس 2016 بإسطنبول، وسبتمبر 2016 بالدوحة. تمثلت أهداف ورشة العمل هذه في تحليل علاقة العنف السياسي بالدين في تونس بغرض تحديد جذور الخلاف الذي يغذي التوترات، وذلك املا في إرساء توافق حول قواد للعمل السياسي تعزز الانتقال الديمقراطي بتونس. وقد شارك في هذه الورشة اثنان وعشرون مشاركا بعضهم مستقلون والبقية ينتمون إلى تيارات سياسية مختلفة في مرجعياتها الأيديلوجية، بما في ذلك ممثلون متناقضون فكريا وسياسيا حيث حظر قيادات من اليساري الراديكالي مقابل كوادر مثلت الإسلاميين بأطيافهم، إلى جانب شخصيات قيادية لبرالية واخرى ذات التوجه القومي الناصري.

ذّكر ممثل مؤسسة قرطبة بجنيف عند افتتاح الورشة بأهدافها المتمحورة حول دعم الانتقال الديمقراطي في تونس من خلال تيسير التواصل بين العلمانيين والإسلاميين. واستعرض في هذا السياق مجمل المبادرات التي قامت بها مؤسسة قرطبة بالتعاون مع وزارة الخارجية السويسرية. من جهته رحب رئيس منتدى الجاحظ بالمشاركين في هذه الورشة، وأبرز بالخصوص أهمية الشراكة مع مؤسسة قرطبة بجنيف، مؤكدا على أن المنتدى حريص على تجاوز حالة الاستقطاب التي لا تزال تخيم على الأجواء السياسية والثقافية في تونس، مبينا أن المرحلة الحالية تقتضي تشجيع جميع الأطراف على القيام بمراجعات جدية وضرورية بهدف خلق مناخ مساعد على تأسيس ديمقراطية صلبة وقوية. كذلك رحب ممثل السفارة السويسرية في تونس بهذه المبادرة وبين دعم الحكومة السويسرية للديمقراطية التونسية الناشئة.