نشرة قرطبة – أبريل – يونيو 2021
قرّاءنا الأعزاء،
بعد عقد من انطلاق “الربيع العربي” والأمل الذي حمله في طياته، وبعد عامين من بداية الموجة الثانية من الحركات الاحتجاجية في لبنان والعراق والسودان والجزائر، تواجه دول هذه المنطقة تحديات – بدرجات متفاوتة – في طريق الدَمقْرطة وإقامة دول القانون. ويواصل المعهد معاينة التطورات في هذه المنطقة. ومن بين الأنشطة الأخرى، بدأنا في العراق، حيث تم تسجيل معهدنا رسميًا، مشروعًا حول موضوع التماسك المجتمعي، بدعم من وزارتي الخارجية الألمانية والسويسرية.
كما يواصل المعهد معاينة الوضع في منطقتي الساحل وغرب أفريقيا اللتين واجهتا مؤخرًا العديد من التحديات السياسية والأمنية. ويواصل المعهد مساهمته في تطوير ونشر خطاب بديل للخطاب الذي يضفي الشرعية على العنف المتطرف ويبرّره، مع تنبيه صناع القرار السياسي إلى الآثار الضارة لخطاب مكافحة الإرهاب والسياسة الأمنية الشاملة كمقاربة وحيدة لمعالجة ظاهرة التطرف.
في هذا العدد من نشرتنا الإخبارية، يتساءل كيليان بيلو في المساهمة الأولى بعنوان “بعد إدريس ديبي: أيّ مستقبل لتشاد؟” حول تأثير وفاة الرئيس التشادي إدريس ديبي إيتنو في 20 أبريل 2021 على مستقبل تشاد والمنطقة، نظرًا لدور تشاد المهمّ في الترتيبات الأمنية في منطقة الساحل. وتتناول المساهمة الثانية لميج-آن لونوبل “قضايا النوع الاجتماعي للأطفال المرتبطين بالجماعات المسلحة في شمال شرق نيجيريا”.
مع أطيب تمنيات فريق معهد قرطبة للسلام بجنيف
أخبار المعهد
زنجبار، تنزانيا – في الفترة ما بين 14 و18 يوليو 2021 أتمّ المعهد وشريكه التنزاني منظمة “أصدقاء زنجبار” تدريبًا للمدرّبين (ToT) في مجال ترشيد الخلاف ضمّ 16 طالبًا وفاعلًا شبابيًا. واختتم هذا التدريب مشروعًا استمرّ لمدّة عامين حول التماسك المجتمعي وتعزيز البدائل المدنية للعنف في زنجبار، بدعم من سفارة سويسرا في تنزانيا. وتلقّت خلال أكثر من ستة فصول عدة مجموعات من القادة المجتمعيين (17) والأئمة (40) والطلاب (30) والجهات الفاعلة في المنظمات غير الحكومية (30) تدريبًا على مهارات تحليل الخلاف والتفاوض والوساطة والتماسك المجتمعي. إلى جانب ذلك، تلقّى 45 صحفيًا يمثلون 28 مؤسسة إعلامية عامة وخاصة (صحف ومحطات راديو وقنوات تلفزيونية ومواقع إلكترونية؟) تدريبات في صحافة السلام. علاوة على ذلك، تلقّت 30 جهة فاعلة مجتمعية من جزيرة بيمبا تدريبًا ونفّذوا آلية مجتمعية للإنذار المبكّر والاستجابة السريعة في الفترة التي سبقت الانتخابات العامة في أواخر عام 2020. وخلال جائحة فيروس كورونا، تمّت ترجمة كتيّب للوقاية باللغة السواحيلية وتمّ توزيع 2000 نسخة في تنزانيا ودول شرق أفريقيا التسعة المجاورة. يهدف تدريب المدرّبين إلى بناء القدرات التدريبية المحلية لضمان استدامة نتائج المشروع في مختلف القطاعات، بما في ذلك أندية السلام التي أنشأها الطلاب في حرم جامعاتهم في سياق هذا المشروع.
نيجيريا – نظم مركز دار الأندلس، شريك معهد قرطبة للسلام بجنيف في نيجيريا، ورشة أدبية ومسابقة جمعت أكثر من 30 مؤلفًا محليًا. وتلقّى المشاركون تدريبًا على السرديات البديلة البناءة في مواجهة الخطاب المتطرّف، وعلى أخلاقيات وسائل الإعلام، قبل كتابة قصة مقنعة بلغة الهوسا (اللغة الأكثر انتشارًا في غرب أفريقيا). وأقيم حفل توزيع جوائز لأفضل 5 محاولات في 30 مايو 2021. تهانينا لكل المشاركين!
منشور: تجاوز التجاذبات الأيديولوجية في شمال أفريقيا. عباس عروة. معهد قرطبة للسلام بجنيف، يناير 2021.
تمثّل التجاذبات الأيديولوجية تحديًا صعبًا أثناء الانتقال الديمقراطي تحدّد كيفية التعامل معه نجاح أو فشل عملية الانتقال. تحاول هذه المساهمة بداية تبيين الأثر السلبي للتجاذبات الأيديولوجية الحادّة على الانتقال الديمقراطي مستشهدة بتجارب الجزائر ومصر وليبيا والمغرب وتونس. ثمّ تتعرّض للمشهد السياسي في شمال أفريقيا وللتجاذبات الأيديولوجية داخله، ويشدّد على الحاجة إلى عدم اعتبار التيارات الأيديولوجية الجزائرية كتلًا متجانسة، بل النظر إليها كأطياف واسعة تضم جهات فاعلة ذات مواقف وسلوكيات سياسية متنوعة. ويقدّم أيضًا نماذج يمكن الاسترشاد بها من أجل التعامل مع الاختلاف وتعزيز التماسك في مجتمع تعدّدي، مستـمَدّة من التقاليد الغربية والإسلامية، كما يطرح فكرة “فضاء الوساطة الآمن” كآلية لتجاوز التجاذبات الأيديولوجية.
 |
 |
