التواصل عبر الاختلافات الدينية
في فبراير 2023، أطلق مركز CPI بالشراكة مع مركز الدراسات الأمنية في ETH زيورخ (CSS) مشروعاً بحثياً مدته عامان بعنوان “التواصل عبر الاختلاف الديني: بحث قائم على الأدلة حول تأثير الفقهاء المسلمين على أفعال الجماعات المسلحة وقدرتهم على صياغة حلول عملية للنزاع”. يهدف هذا المشروع الممول من صندوق تمبلتون للدين (TRT) إلى استكشاف كيفية تفسير الفقهاء المسلمين للنصوص الدينية في خمسة سياقات مختلفة لتشكيل سلوك الجماعات المسلحة، وما هي أنواع الحوار التي تتيح لهؤلاء الفقهاء تطوير أو دعم أو إضفاء الشرعية على الحلول العملية للنزاع على مستوى الحوكمة وإدارة الأعمال العدائية أو عمليات التفاوض.
يدرس هذا المشروع دور الفقهاء المسلمين في خمس جماعات مسلحة سنية وشيعية عبر نزاعات مختلفة. كيف يفسر الفقهاء المسلمون النصوص لتشكيل سلوك الجماعات المسلحة؟ ما هي أنواع الحوار التي تسمح لهؤلاء الفقهاء بتطوير أو دعم أو إضفاء الشرعية على الحلول العملية للنزاع على مستوى الحوكمة وإدارة الأعمال العدائية أو عمليات التفاوض؟ من خلال تبني منظور حل النزاعات في عملية صنع القرار الداخلي لهذه الجماعات وطرق البناءة للتواصل، يقدم هذا المشروع لصناع السياسات إطاراً قائماً على الأدلة لتحديد ما إذا كان ينبغي التواصل مع الجماعات المسلحة ومتى وكيف. هذا يخلق إمكانية إعادتهم إلى المجال العام (مثل المشاركة في الحوارات السياسية أو المفاوضات)، حيث يمكنهم المساهمة بشكل بناء في ظل ظروف معينة. ستغذي النتائج مباشرة مشاريع الحوار الموازية المدعومة من الحكومة السويسرية. يساهم هذا البحث الرائد في هذا المجال من خلال تحويل المحادثة في الدوائر السياسية والأكاديمية من المراجع اللاهوتية لهذه الجماعات إلى طرق التواصل الفعال – من مشكلة لاهوتية للنقاش إلى مشكلة تقنية يجب حلها. ينصب التركيز على الفقهاء المسلمين الذين تثق بهم الجماعات المسلحة لأن هذا يلقي الضوء على عملية صنع القرار والفهم الذاتي لهذه الجماعات. على الرغم من كونهم محل جدل كبير في جميع أنحاء العالم، إلا أن هؤلاء الفقهاء في موقع يمكنهم من تحديد ما تعتبره جماعاتهم مشروعاً. فهم دورهم أمر بالغ الأهمية للتواصل البناء والمعرفة الدينية عبر الثقافات – وكلاهما شرط تمكيني للتعددية العهدية. من خلال تطوير فهم قائم على الأدلة للفقهاء المسلمين المقربين من الجماعات المسلحة، نبدأ أيضاً في الإجابة على سؤال السير جون تمبلتون عما إذا كانت “الحروب الدينية” يمكن أن “تختفي إذا كان 90 بالمئة من المعلومات الروحية تأتي من” البحث العلمي القابل للتحقق.